إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
محاضرات عن طلب العلم وفضل العلماء
15555 مشاهدة
محاضرات عن طلب العلم وفضل العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحمد الله -سبحانه وتعالى- على أن يسر لنا هذا الاجتماع الطيب لفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ونتمنى أن تحصل الفائدة المرجوة للجميع، وكما نشكر فضيلة الشيخ على تجاوبه الكريم معنا، وعلى أن تفضل بالحضور للإلقاء كلمة، والاستماع إلى أسئلتكم، والإجابة عليها، كما يتفضل الشيخ بإلقاء كلمة عن طلب العلم، وعن فضل ذلك، فأترك المجال حتى لا أطيل عليكم لفضيلة الشيخ؛ حتى يفيدنا مما عنده - جزاه الله خيرا -.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه، وبعد.. فالإنسان في هذه الحياة قد كُلِّف، وأُمر ونُهي، وفرضت عليه فرائض، وألزم بإلزامات، منها ما يتعلق بالعبادة، ومنها ما يتعلق بالعادة، وجعل الله في جبلته وفي فطرته أنه يحرص على ما يراه فيه منفعة له، ومصلحة وراحة لبدنه، وما يجد منه تنعما، وتلذذا، وينفر عن ما يضره، وما يحصل عليه منه مشقة وصعوبة.
ولكن قد يخفى عليه بعض الأشياء الضارة فيعتقدها نافعة، وبعض الأشياء النافعة يتركها يعتقدها ضارة، وقد يكون الضرر خفيا أو تدريجيا، وهذا ما يجعل المسلم بحاجة إلى التعلم الذي يصبح به عارفا لما ينفعه ولما يضره، فيتجنب ما فيه الضرر عن بصيرة ويقين، ويفعل ما فيه النفع عن معرفة وعلم متحقق.
ولا جرم أن أهم ما يهم الإنسان التفقه بما خلق لأجله، وهو عبادة الله تعالى، التي أوجدت لأجلها البرية، يقول الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فإذا كنا مخلوقين لأجل هذه العبادة، فما هي العبادة؟ وما كيفيتها؟
لا شك أن معرفتها تحتاج منا إلى تعلم؛ ولأجل ذلك اشتملت الشريعة الإسلامية على التفصيل في هذه الأمور، التفصيل في العبادات، فمن طلب تلك التفاصيل وجدها، ومن أعرض عنها حرم خيرا كثيرا، وأدى عباداته على جهل وضلال، وهذا ما يجعل الإنسان يحرص على أن يكون متبصرا في دينه، متفقها فيه.
ولا بد أن نذكر شيئا من الأدلة التي يفهم منها أهمية التعلم، والتفقه فيما ينفع الإنسان في هذه الحياة.